فانوس رمضان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فانوس رمضان
الفانوس
من معالم رمضان ومظاهره الطيبة المحببة إلى الصغار بوجه خاص في بعض البلاد الإسلامية انتشار الفوانيس الرمضانية مضاءة بالشموع، فهم بها يغدون ويروحون من مكان إلى آخر، ويمرحون ويغنون على أضوائها. ولا تكاد تخلو حارة أو شارع في بعض البلاد الإسلامية من فانوس أو أكثر يلتف حوله الصبيان في ليالي رمضان فرحين مستبشرين بهذا الشهر المبارك ولياليه الكريمة.
أول مرة عرف فيها فانوس رمضان
عرف فانوس رمضان لأول مرة في أيام الفاطميين، وارتبط الفانوس بشهر رمضان بداية من اليوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ عندما خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي ليلا حاملين المشاعل والفوانيس مرددين الهتافات والأغاني. ويعتبر أهل القاهرة هم أول من حمل الفانوس في رمضان.
والمعنى الأصلي "للفانوس" كما ذكر الفيروز آبادي في القاموس المحيط، هو "النمام". ويرجح صاحب القاموس أن تكون تسمية "الفانوس" بهذا الاسم راجعة إلى أنه يبدي ويظهر حامله وسط الظلام. والكلمة بهذا المعنى معروفة في بعض اللغات السامية، إذ يقال "للفانوس" فيها: فناس. ومن الفوانيس "فانوس" السحور، وهو في الأصل فانوس كان يعلق بالمآذن مضاء وهاجا، فإذا غاب نوره كان ذلك إيذانا بوجوب الإمساك والكف عن المفطرات. وفي هذه الأيام قليلا ما نشاهد فانوس السحور معلقا بالمآذن، إذا استعاض الناس عنه بالثريات الكهربائية .
أول ما يحتاجه إليه الجسم عند الإفطار
ثبت طبيا أن السكر والماء هما أول ما يحتاج إليه الجسم عند الإفطار، لأن نقص السكر في الجسم ينتج عنه أحيانا ضيق في الخلق أو اضطراب في الأعصاب ، وأن نقص الماء يؤدي إلى إنهاك الجسم وهزاله، ومن هنا يتبين لنا مدلول السنة النبوية الكريمة بالإفطار على التمر والماء. وهما أول ما يفطر عليه الصائم.
تاريخ مدفع الإفطار
انتقل من مصر إلى الدول العربية:
مدفع الإفطار عمره 560 عامًا
القائمون على إطلاقه يسمونه "الحاجة فاطمة"
"مدفع الإفطار … اضرب"! "مدفع الإمساك … اضرب"!.. مع هذه الكلمات التي يسمعها المسلمون بعد غروب شمس وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور منذ 560 عامًا.
الكثيرون لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، وهناك العديد من القصص التي تروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت. وحتى علماء الآثار المصريون مختلفون حول بداية تاريخ استخدام هذا المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم الآخر يرجعه إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين، وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير.
فمن الروايات المشهورة أن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
[color=red]ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن؛ إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي.
وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. أيضا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرّاسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر. وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن اسمه "الحاجة فاطمة" لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخراً أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون إلى الاستغناء تدريجيًا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون، وأدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983 عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله من مكانه، خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
[color:d866=red:d866]ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهى منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يعدون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
وأول مدينة تطلق مدفع رمضان
تكاد تجمع المصادر على أن مدينة القاهرة بمصر كانت أول مدينة إسلامية أطلقت المدفع عند الغروب إيذانا بالإفطار في شهر رمضان، وذلك عندما تم إطلاق مدفع الإفطار لأول مرة -عن طريق الصدفة- عند غروب أول يوم من شهر رمضان عام 859 هـ. وقد حدث ذلك عندما أهدي إلى السلطان المملوكي "خوشقدم" مدفع فأراد تجربته للتأكد من صلاحيته فصادف إطلاقه وقت المغرب بالضبط من أول يوم في رمضان ففرح الناس اعتقادا أن هذا إشعار لهم بالإفطار وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم إلى أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة. وذهبوا إلى القاضي في اليوم التالي لينقل شكرهم للسلطان وعندما علم السلطان بسعادتهم بذلك أمر بالاستمرار في ذلك وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك.
مما قيل في الأطعمة الرمضانية
يقول ابن الرومي في حلوى الزلابية:
روحي الفداء له من منصب تعب
في رقة القشر والتجويف كالقصب
يستحيل شبابيكا من الذهب
ومستقر على كرسيه تعب
رأيته سحرا يقلى زلابيته
يلقى العجين لجينا من أنامله
ويقول أبو الحسين يحيى الجزار من الشعراء الأيوبيين في الكنافة والقطائف:
كلا ولا ضم المعاطف
ي من الكنافة والقطايف
تالله ما لثم المراشف
بالذ وقـــــعا فـــــــــي حشا
ويقول أبو الحسين الجنرار أيضا في الكنافة:
وجاد عليها سكرا دائم الدر
تمر بلا نفع وتحسب من عمري
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
وتبا لأوقات (المخلل) إنها
ويقول الشاعر ابن نباته في القطايف:
عقيب طعام الفطر يا غاية المنى
وبح باسم من أهوى ودعني من الكنى
أقول وقد جاء الغلاء بصحنه
بحقك قل لي جاء صحن قطائف
ويقول حسين شفيق المصري عن الذين يتخمون البطون عند الإفطار ساعة المغرب:
النصف باقي الأيام من شعبان
من شهي الطعام في رمضان
وكنافة متقونة في الصواني
خير ما يشتري من الفرخاني!
بزبيب له أعض لساني
فخذه في صفرة الكهرمان
فع والهط واشفط واقربع كمان
أو قد يصاب بالزوران
جوعة ثم أكلة عمياني
إن في الجوع صحة العيان
نصف شعبان قد مضى ووراء
فترى كال ما تحب وترضى
من كباب وكفتة وفطير
وفراخ محمرات بسمن
وأذكر المشمش البديع خشافا
وإذا ما شربت من قمر الدين
وابدأ الأكل حين يضرب المد
غير أني أخاف أن يتخم الأبعد
ليس معنى الصيام لو كنت تدري
بل يصومون حمية للتداوي
ويقول الشاعر الخوارزمي وهو من شعراء القرن الرابع الهجري في وداع شهر رمضان ذاكرا الفول (الباقلاء):
عليك سلام الله بورك راحلا
فصير طبعي باقلاؤك "باقلا"
أقول لشهر الصوم لما قضيته
وقد كنت من "سحبان" أفصح لهجة
ويقول شهاب الدين في الكنافة:
ومالي غناء عنك كلا ولا صبر
ولازال منهلا بجرعائك القطر
إليك إستباقي يا كنافة زائد
فلا زلت أكلي كل يوم وليلة
ويقول البوصيري في مقدمة ديوانه، يطلب كنافة من القاضي عماد الدين:
أه وابعدها على مسافة
قلت هذا عندي حديث خرافه
ما أكلنا في ذا الزمان كنافة
قال قوم إن العماد كريم
ويقول أبو هلال العسكري في القطائف:
رقيقة الجلد هوائية
منشورة الطي ومطوية
كثيفة الحشو ولكنها
رشت بماء الورد أعطافها
ويقول زين القضاة السكندري في القطائف:
من فستق دعت النواظر واليدا
بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
لله در قطائف محشوة
شبهتها لما بدت في صحنها
ويقول الشاعر أسد الدين بن عربي في القطائف والكنافة:
من فوقهن السكر المذرور
ويروقني من هذه المنثور
وقطائف مقرونة بكنافة
هاتيك تطربني بنظم رائق
ويقول الشاعر الليبي عبد ربة الغاني في ذكر حلوى رمضان:
ضخب وزينات وعز مقام
وحلاوة من كل صنف شام
الليل فيك مؤرخ بضيائه
هذي زلابية وتلك كنافه
من معالم رمضان ومظاهره الطيبة المحببة إلى الصغار بوجه خاص في بعض البلاد الإسلامية انتشار الفوانيس الرمضانية مضاءة بالشموع، فهم بها يغدون ويروحون من مكان إلى آخر، ويمرحون ويغنون على أضوائها. ولا تكاد تخلو حارة أو شارع في بعض البلاد الإسلامية من فانوس أو أكثر يلتف حوله الصبيان في ليالي رمضان فرحين مستبشرين بهذا الشهر المبارك ولياليه الكريمة.
أول مرة عرف فيها فانوس رمضان
عرف فانوس رمضان لأول مرة في أيام الفاطميين، وارتبط الفانوس بشهر رمضان بداية من اليوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ عندما خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي ليلا حاملين المشاعل والفوانيس مرددين الهتافات والأغاني. ويعتبر أهل القاهرة هم أول من حمل الفانوس في رمضان.
والمعنى الأصلي "للفانوس" كما ذكر الفيروز آبادي في القاموس المحيط، هو "النمام". ويرجح صاحب القاموس أن تكون تسمية "الفانوس" بهذا الاسم راجعة إلى أنه يبدي ويظهر حامله وسط الظلام. والكلمة بهذا المعنى معروفة في بعض اللغات السامية، إذ يقال "للفانوس" فيها: فناس. ومن الفوانيس "فانوس" السحور، وهو في الأصل فانوس كان يعلق بالمآذن مضاء وهاجا، فإذا غاب نوره كان ذلك إيذانا بوجوب الإمساك والكف عن المفطرات. وفي هذه الأيام قليلا ما نشاهد فانوس السحور معلقا بالمآذن، إذا استعاض الناس عنه بالثريات الكهربائية .
أول ما يحتاجه إليه الجسم عند الإفطار
ثبت طبيا أن السكر والماء هما أول ما يحتاج إليه الجسم عند الإفطار، لأن نقص السكر في الجسم ينتج عنه أحيانا ضيق في الخلق أو اضطراب في الأعصاب ، وأن نقص الماء يؤدي إلى إنهاك الجسم وهزاله، ومن هنا يتبين لنا مدلول السنة النبوية الكريمة بالإفطار على التمر والماء. وهما أول ما يفطر عليه الصائم.
تاريخ مدفع الإفطار
انتقل من مصر إلى الدول العربية:
مدفع الإفطار عمره 560 عامًا
القائمون على إطلاقه يسمونه "الحاجة فاطمة"
"مدفع الإفطار … اضرب"! "مدفع الإمساك … اضرب"!.. مع هذه الكلمات التي يسمعها المسلمون بعد غروب شمس وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور منذ 560 عامًا.
الكثيرون لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، وهناك العديد من القصص التي تروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت. وحتى علماء الآثار المصريون مختلفون حول بداية تاريخ استخدام هذا المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم الآخر يرجعه إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين، وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير.
فمن الروايات المشهورة أن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
[color=red]ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن؛ إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي.
وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. أيضا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرّاسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر. وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن اسمه "الحاجة فاطمة" لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخراً أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون إلى الاستغناء تدريجيًا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون، وأدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983 عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله من مكانه، خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
[color:d866=red:d866]ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهى منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يعدون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
وأول مدينة تطلق مدفع رمضان
تكاد تجمع المصادر على أن مدينة القاهرة بمصر كانت أول مدينة إسلامية أطلقت المدفع عند الغروب إيذانا بالإفطار في شهر رمضان، وذلك عندما تم إطلاق مدفع الإفطار لأول مرة -عن طريق الصدفة- عند غروب أول يوم من شهر رمضان عام 859 هـ. وقد حدث ذلك عندما أهدي إلى السلطان المملوكي "خوشقدم" مدفع فأراد تجربته للتأكد من صلاحيته فصادف إطلاقه وقت المغرب بالضبط من أول يوم في رمضان ففرح الناس اعتقادا أن هذا إشعار لهم بالإفطار وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم إلى أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة. وذهبوا إلى القاضي في اليوم التالي لينقل شكرهم للسلطان وعندما علم السلطان بسعادتهم بذلك أمر بالاستمرار في ذلك وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك.
مما قيل في الأطعمة الرمضانية
يقول ابن الرومي في حلوى الزلابية:
روحي الفداء له من منصب تعب
في رقة القشر والتجويف كالقصب
يستحيل شبابيكا من الذهب
ومستقر على كرسيه تعب
رأيته سحرا يقلى زلابيته
يلقى العجين لجينا من أنامله
ويقول أبو الحسين يحيى الجزار من الشعراء الأيوبيين في الكنافة والقطائف:
كلا ولا ضم المعاطف
ي من الكنافة والقطايف
تالله ما لثم المراشف
بالذ وقـــــعا فـــــــــي حشا
ويقول أبو الحسين الجنرار أيضا في الكنافة:
وجاد عليها سكرا دائم الدر
تمر بلا نفع وتحسب من عمري
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
وتبا لأوقات (المخلل) إنها
ويقول الشاعر ابن نباته في القطايف:
عقيب طعام الفطر يا غاية المنى
وبح باسم من أهوى ودعني من الكنى
أقول وقد جاء الغلاء بصحنه
بحقك قل لي جاء صحن قطائف
ويقول حسين شفيق المصري عن الذين يتخمون البطون عند الإفطار ساعة المغرب:
النصف باقي الأيام من شعبان
من شهي الطعام في رمضان
وكنافة متقونة في الصواني
خير ما يشتري من الفرخاني!
بزبيب له أعض لساني
فخذه في صفرة الكهرمان
فع والهط واشفط واقربع كمان
أو قد يصاب بالزوران
جوعة ثم أكلة عمياني
إن في الجوع صحة العيان
نصف شعبان قد مضى ووراء
فترى كال ما تحب وترضى
من كباب وكفتة وفطير
وفراخ محمرات بسمن
وأذكر المشمش البديع خشافا
وإذا ما شربت من قمر الدين
وابدأ الأكل حين يضرب المد
غير أني أخاف أن يتخم الأبعد
ليس معنى الصيام لو كنت تدري
بل يصومون حمية للتداوي
ويقول الشاعر الخوارزمي وهو من شعراء القرن الرابع الهجري في وداع شهر رمضان ذاكرا الفول (الباقلاء):
عليك سلام الله بورك راحلا
فصير طبعي باقلاؤك "باقلا"
أقول لشهر الصوم لما قضيته
وقد كنت من "سحبان" أفصح لهجة
ويقول شهاب الدين في الكنافة:
ومالي غناء عنك كلا ولا صبر
ولازال منهلا بجرعائك القطر
إليك إستباقي يا كنافة زائد
فلا زلت أكلي كل يوم وليلة
ويقول البوصيري في مقدمة ديوانه، يطلب كنافة من القاضي عماد الدين:
أه وابعدها على مسافة
قلت هذا عندي حديث خرافه
ما أكلنا في ذا الزمان كنافة
قال قوم إن العماد كريم
ويقول أبو هلال العسكري في القطائف:
رقيقة الجلد هوائية
منشورة الطي ومطوية
كثيفة الحشو ولكنها
رشت بماء الورد أعطافها
ويقول زين القضاة السكندري في القطائف:
من فستق دعت النواظر واليدا
بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
لله در قطائف محشوة
شبهتها لما بدت في صحنها
ويقول الشاعر أسد الدين بن عربي في القطائف والكنافة:
من فوقهن السكر المذرور
ويروقني من هذه المنثور
وقطائف مقرونة بكنافة
هاتيك تطربني بنظم رائق
ويقول الشاعر الليبي عبد ربة الغاني في ذكر حلوى رمضان:
ضخب وزينات وعز مقام
وحلاوة من كل صنف شام
الليل فيك مؤرخ بضيائه
هذي زلابية وتلك كنافه
مهجه- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 2399
تاريخ التسجيل : 30/06/2007
رد: فانوس رمضان
شكرا يا مهجه
اسلام مجدى- نائب المدير العام
-
عدد الرسائل : 2224
Localisation : with my love
تاريخ التسجيل : 17/06/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى